هل فاتح ماي لهذه السنة... مطالبة بإصلاح أوضاع الشغيلة أم استعراض للاﱠإنجازات كما جرت العادة

par **Mr.Ayoub** Dim Avr 29, 2012 1:34 pm

حدث في مثل هذا اليوم...* هذه العبارة أصبحت لصيقة بأحداث ووقائع تزامنت مع
أي تاريخ ، فعندما نتحدث عن فاتح ماي يتبادر إلى أذهاننا ما عانته الفئة
الشغيلة يوم قرر عمال الولايات المتحدة خوض إضراب عام ضد أرباب العمل و
الحكومة، للمطالبة بيوم عمل من ثمان ساعات، فتم إخلاء المصانع و المشاغل و
المخازن. و جاب آلاف العمال مدينة شيكاغو بطريقة سلمية، تم فيها إلقاء
عدة خطب من طرف نشطاء على ضفاف بحيرة ميشيغانMechigan. تواصلت حركة العمال
إلى غاية 3 ماي، فشلت مصانع المدينة مما جعل رد أرباب العمل في إغلاقها
أمام هؤلاء لينفجر الغضب و تحتد الصراعات و يتم بعدها اعتقال ممثلي هذه
الحركة أمثال صامويل فليدين و فيشر و جورج أنجيل و غيرهم و يتم إعدامهم
شنقا أمام المتظاهرين. عندها أصبحت هذه الأحداث منشأ للاحتفاء بعيد
الشغلية فأخذت الفئة العاملة على عاتقها مسؤولية الاستمرار في النضال و
الدفاع عن حقوق المستخدمين في كل القطاعات تحت رعاية نقابات مسؤولة عن هذه
الطبقة، تتحدث بلسانها و تدافع عن مطالبها.

كل هذا يجرنا حتما للحديث عن بعض الفئات العاملة التي لا تنضوي تحت هذا
اللواء، والتي لا تزال فيها بطون جشعة تنهش لحوم الضعفاء و تأكل من عرق
جبينها ، و تجني الارباح الطائلة و تتهافت على مص دماء البسطاء الذين لم
يتوفقوا في إنهاء دراستهم أو لم يلجوا إلى المدارس بتاتا.

إنها بالخصوص فئة العاملين و العاملات في قطاعات جد مميزة، يتهافت أصحابها على تضخيم الثروات و تراكمها.

قد يكون من بين هؤلاء بعض الأطباء أو المحامون أو أرباب المقاولات الصغرى و
المتوسطة، و الذين يسخرون طاقات بشرية هائلة لخدمتهم مقابل أثمنة زهيدة قد
لا تتعدى الألف درهم في أحسن الأحوال، دون مراعاة شروط العمل المقنن و
الخاضع لتوقيت معين ،أو تقديمهم أية ضمانات في حالة العجز أو الإصابة
بأمراض معينة أثناء مزاولة هذه الخدمات، مع العلم بأنهم مطالبون بعدة مهام
أخرى كفتح و إقفال المكاتب، و استقبال الزبناء، و الذهاب إلى الإدارات
الخارجية و الابناك، و حتى الكنس و التنظيف الذي يصبح من اختصاصهم كذلك. و
لا أحد يستطيع أن يشتكي أو يتذمر، لان الطرد سيكون حلا له، و المئات في
لائحة الانتظار كي يحلو محله.

المفتشون و المراقبون في هذا المجال، لا أمل فيهم،إذ أن ألسنتهم تخرس بألف درهم
أخرى مقابل التغاضي عن إحصاء هذه الفئة أو استجوابها عن الأجور التي
تتقاضاها أو ظروف اشتغالها بهذا المجال، فمن المسؤول يا ترى عن هذه
الخروقات و ما الحل لتجاوزها؟و لن أسمح لمن يعارضني في تجاهل هذه الاوضاع
باعتبار أننا جميعا على علم بما يحدث فكي بأهل الاختصاص؟

و رغم هذا- و غيره كثير- يجتمع الناس ليخرجوا إلى الشارع، يهتفون و ينددون و يطالبون بإصلاح و تغييرأوضاعهم.

عمن يدافعون؟ عن أولائك الذين لهم على الأقل نصف ما لا يوجد لغيرهم؟ أم
عن أنفسهم ليستظهروا ما حصلوا عليه، آملين في تحقيق المزيد و المزيد؟

صحيح أن هذا من حقهم، و لكن لا يجب على النقابات نسيان أو تناسي أوضاع
الطبقة المغلوب على أمرها و التي قنعت بالقليل كي تخرج من نفق العاطلين عن
العمل، و تساعد البطون الشرهة في حصد المزيد و المزيد من الثروات الزائفة
و التي تقطر دما من عرق جبين “الدراويش“
، و ليس الحل بالمستحيل باعتبار أنه لا يوجد فراغ قانوني في الموضوع بل
المطلوب هو تطبيق هذا القانون و الضرب بعصا من حديد على أيدي المتلاعبين
به و المستغلين لبعض هفوات الرقابة المتعلقة بهذه المساطر القانونية
الصريحة و الواضحة، و متابعة من نطلق عليهم لقب “المخروطين” ...

أخبارنا المغربية - آمنة أحرات