خطاب إلى من يهمهم الأمر.. الملك يدعو إلى تعليم يحترم التنوع والاختلاف ويؤسس للحرية

par **Mr.Ayoub** Lun Aoû 20, 2012 11:50 pm

أكد الملك محمد السادس على وجوب الانكباب على إصلاح المنظومة التربوية،
التي تعتبر في صدارة الأسبقيات الوطنية. الملك، في خطاب عيد الشباب وذكرى
الملك والشعب، اليوم الاثنين (20 غشت)، قال إن “هذه المنظومة التي تسائلنا
اليوم، إذ لا ينبغي أن تضمن فقط حق الولوج العادل والمنصف، القائم على
المساواة، إلى المدرسة والجامعة لجميع أبنائنا، وإنما يتعين أن تخولهم أيضا
الحق في الاستفادة من تعليم موفور الجدوى والجاذبية، وملائم للحياة التي
تنتظرهم”.

ودعا الملك إلى تفعيل ما تمت التوصية به خلال السنوات الأخيرة، وتجسيد
ما توخاه الدستور الجديد بخصوص التعليم العصري والجيد، والإسراع بتفعيل
مقتضياته، وبالخصوص المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، في
صيغته الجديدة، على أن تساهم هذه الهيأة في إنجاح هذا التحول الجوهري
والمصيري.

وطالب الملك محمد الساديس بجعل التعليم يمكن الشباب من تطوير ملكاتهم،
واستثمار طاقاتهم الإبداعية، وتنمية شخصيتهم للنهوض بواجبات المواطنة، في
مناخ من الكرامة وتكافؤ الفرص، والمساهمة في التنمية الاقتصادية
والاجتماعية والثقافية.

وأكد الملك على إعادة النظر في التربية والتعليم، وفي الطرق المتبعة في
المدرسة، للانتقال من منطق تربوي يرتكز على المدرس وأدائه، مقتصرا على
تلقين المعارف للمتعلمين، إلى منطق آخر يقوم على تفاعل هؤلاء المتعلمين،
وتنمية قدراتهم الذاتية، وإتاحة الفرص أمامهم في الإبداع والابتكار، فضلا
عن تمكينهم من اكتساب المهارات، والتشبع بقواعد التعايش مع الآخرين، في
التزام بقيم الحرية والمساواة، واحترام التنوع والاختلاف.

وأوضح الملك أن المطلوب هو التغيير الذي يمس نسق التكوين وأهدافه. وذلك
بإضفاء دلالات جديدة على عمل المدرس، فضلا عن تحويل المدرسة من فضاء يعتمد
المنطق القائم أساسا على شحن الذاكرة ومراكمة المعارف، إلى منطق يتوخى صقل
الحس النقدي، وتفعيل الذكاء٬ للانخراط في مجتمع المعرفة والتواصل.